المعاكسـات

المعاكسـات


لكل بداية نهاية ... فالمعاكسات أخواتي الكريمات أولها حب وغرام وآخرها معاذ الله معصية وفضيحة ثم الوقوع في الكبائر وأبناء غير شرعيين.

قال الله تعالى:

( وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلانًا خَلِيلا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِي وَكَانَ الشَّيْطَانُ للانسَانِ خَذُولا )
فهذه حادثة وقف عليها الشيخ الدكتور بنفسه عندما كان في المستشفى من فترة

يقول : مررت أنا وبعض الزملاء على غرفة حديثي الولادة وكان عند البوابة رجل أمن فاستغربنا وقوف رجل الأمن ها هنا .....؟

ولما دخلنا الغرفة وجدنا طفلة رضيعة شكلها غريب ، عافانا الله

قد أوصل أنبوب التنفس فيها من الفم إلى الحنجرة وأنبوب من الأنف إلى المعدة وهنالك أبر قد أثبتت في رأسها وأبر قد أثبتت في ذراعيها وفخذيها ، ونصف الرأس مهشم وإحدى العينين قد دخلت لا ترى مكانها إلا تجويف الأضلاع مكسرة القلب ينبض ويحرك تلك الأضلاع الأفخاذ قد نكست وأصبحت تتحرك بالاتجاه المعاكس لاتجاه الرأس.

أستغفر الله العظيم

هذه الرضيعة هي ضحية شاب وفتاة

فتاة قليلة عقل ودين ظنت أنها تفهم كل شيء وأنها تلعب وتلهو ، ولا يلعب الشيطان عليها فيذلها

فأخذت يوما"من الأيام سماعة الهاتف بجهل وقلة تفكر بالمخاطر القادمة ، وبدأت بالاسترسال في الأحاديث ، والكلام الفارغ وبث الأشواق ، ووهم الحب ، ورسائل الوله والغرام ، فاستمرت في هذه المكالمات شهورا"، وبعدها تعلقت وتعلق قلبها و زرعت الثقة والحب بعد أن هامت بتلك الكلمات والأشعار التي كان ينشدها لها الفارس الوهمي ويبثها لوعته ، ويطلب لقائها ، فخرجت معه ، وإستمرت بينهما اللقاءات.

قال تعالى:

( أَيَحْسَــــبُ أَن لَّمْ يَـــرَهُ أَحَدٌ )

خرجا والله يراهما الناس ، ولكن الله يستر عليهما ويحلم ، دون أن ترجع وتتوب ، وتكرر ذلك مراراً .

قال تعالى:

( وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً )
حتى كان في ذالك اليوم الذي تحرك فيه الجنين في بطنها ، فأخذا يفكران في حل تلك المصيبة ولكن دون جدوى فأخذ يضرب بقوة في بطنها لعله يجهض الجنين فلا ينكشف أمرهما ،

خافا من الناس ولم يخافا من الله

قال تعالى:

( يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلاَ يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لاَ يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا )
فلم ينزل الجنين ، وإذا بعدها بذلك البطن يكبر ، ويكبر

وحين إنتبه والدها لحالها ، صاحبها إلى المستشفى ، ليستطلع الخبر ، وإنصدم بأن إبنته البريئة التي وثق بها وأستأمنها ، بأنها حامل وأنه لابد من إخراج الجنين

فيخرج ذلك الجنين مهشم الرأس بعد تلك الضربات مكسر الأضلاع منكس الأفخاذ

لكن لم تنته القصة هنا ..... -

الفتاة باتت خلف القضبان ، لكنهم أحضروها إلى جنينها لكي تنظر فيه إلى آثار تلك الضحكات وتلك المكالمات واللقاءات المحرمة ،

فخرت على ركبتيها تبكي بحرقة ، وما الفائدة الآن -

أما الشاب فلا يدرون أين ذهب ؟ ولكن الله يدري

الأدهى من هذه المصيبة ، بأن والد تلك الفتاة يأتي بعد ذلك التسيب وعدم الاهتمام برعيته التي استرعاه الله عليها ،

يأتي ليصلح الخطأ بخطأ أكبر ، ويثور ويفور غيظا"، ويدخل الغرفة ويخرج المسدس ليقتل تلك الطفلة الرضيعة ....!!!!!

ماذنبها هذه الطفلة ؟ هل دنست لك عرضاً ؟ هل شوهت لك سمعة ؟

ولكن بحمد الله أتى الممرضون وأمسكوا به ووضعوا حارس أمن عند الغرفة بعد ذلك ثم بعد أيام ماتت الرضيعة -

هذه الفتاة يوم كانت في تلك الليالي المحرمة وإتباع الشهوات ، لم تكن تتوقع هذه النهاية المأساوية

بل كانت تظن مثلها مثل الكثيرات الساذجات بأنها تتسلى وتخرج من الملل ، وتضيع بعض الوقت ولن تصل إلى المعصية الكبرى ، الزنا .... !!!!

ولكن لكيلا تصل الأمور إلى مثل هذه العواقب الوخيمة ، حذرنا المولى في كثير من الآيات الكريمة.

فقال تعالى:

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنكُم مِّنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَن يَشَاء وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيم).

اللهم نسألك العفاف والغنى ، ونسألك الهدى والرحمة
اللهم إهد بنات المسلمين ، اللهم إهد شباب المسلمين
اللهم زينهم بالايمان ، وعلمهم القرآن ، وإجعل زادهم التقوى
وإغفر لنا ولجميع المسلمين والمسلمات ، الأحياء منهم والأموات ، إنك ياربنا كريم رحيم سميع الدعوات

كتيب لأنكِ غالية

- للشيخ : عبدالمحسن الأحمد

طرح مميز . .

ويحمل الكثير من العضه والعبرهـ

وجزااك االله خير